إدارة الأزمات والكوارث في ظل كورونا

إدارة الأزمات والكوارث في ظل كورونا

  • إدارة الأزمات والكوارث في ظل كورونا

افاق قبل 4 سنة

إدارة الأزمات والكوارث في ظل كورونا

علي ابو حبلة

إدارة الأزمات والكوارث بمفهومها العام تهدف إلي التحكم في أحداث مفاجأة ، ومتفاقمة ، والتعامل معها وتصنيفها ومواجهة آثارها ونتائجها، وهي إدارة تقوم على الدراسة والبحث، والمعرفة والتجارب المستفادة والتخطيط واستخدام المعلومات والبيانات كأساس للقرار السليم . بدأت الحاجة في العصر الحديث إلي علم مستقل يختص بالأزمات والكوارث، وكيفية إدارتها ومواجهتها، يطلق عليه « علم إدارة الأزمات والكوارث « وهو علم مؤسس كغيره من العلوم على مجموعة من الأسس والمبادئ العلمية والمفاهيم الخاصة به. وهذا ما يجعله علماً مختلفاً في أساليبه وتطبيقاته، عن العلوم الإدارية الأخرى والتي قد تختلط به. فإدارة الأزمات والكوارث تهدف إلي التحكم في أحداث مفاجأة ، ومتفاقمة ، والتعامل معها وتصنيفها ومواجهة أثارها ونتائجها، تعمل إدارة الأزمات والكوارث من خلال التعامل الفوري مع الأحداث لوقف تصاعدها، والسيطرة عليها وتحجيمها وحرمانها من مقومات تعاظمها ومن أي روافد جديدة قد تكتسبها أثناء قوة اندفاعها. ويتضح أهمية ودور وسائل وأجهزة الإعلام المختلفة عند إدارة ومواجهة الأزمات والكوارث المختلفة، سواء قبل وقوعها أو أثناء حدوثها أو بعد الانتهاء منها، مما يستوجب إبراز هذا الدور وأهميته في توفيرا لأمن والاستقرار للمجتمع ككل. فيروس كورنا الذي صنفته منظمة الصحة العالمية وباء يعد احد الكوارث التي ضربت العالم وأصابت الاقتصاد بالشلل ، وضربت المنظومة الصحية في العديد من دول العالم ، وان بعض الدول التي لجأت لاتخاذ القرارات والتدابير الاحترازية خوفا من تفشي الفيروس نجحت في إدارة الازمة وتعاملت مع الوباء بحكمة ودراية ، ورغم الاختلاف في المفاهيم والرؤى في كل دولة ومجتمع، بحسب نظرتها للأزمة أو الكارثة، فهناك من رأى أن الأزمة حدث مفاجئ مما سبب ضغطاً لصانع القرار يستلزم مواجهة هذا الحدث بوسائل وأساليب علمية، تساعد على القضاء عليه قبل استفحاله، والبعض لم يحسن التصرف رغم ظهور علامات وإشارات لانتشار الفيروس ، بفعل الفهم الخاطئ أو التعامل الخاطئ مع أحداثها، كما حدث في اوروبا وامريكا مما تسبب في خسائر جسيمة في الأرواح وضرب عصب الاقتصاد ، وإدارة الازمة في حدوث الكارثة تستوجب تدخل الدولة أو المجتمع الدولي لتقديم المساعدة والتقليل من الأضرار. وهنا تكمن أهمية البناء على كيفية إدارة الازمة والتي تتطلب دراسة متأنية تستند على متابعة واتخاذ القرارات الوازنة مع الأخذ بكل المعطيات ضمن رؤيا إستراتجية لصانع القرار ، وتجنب اتخاذ أي قرارات ارتجاليه تحمل بنتيجتها تبعات تعكس مخاطر على المجتمع والسلامة العامة ، خاصة وأن أي قرار خاطئ سيكون له تداعيات وانعكاسات مستقبلية والأهم في إدارة الازمة تحقيق النجاح لعبور الازمة بأقل الخسائر والمخاطر وهذا النجاح يفرض نفسه بعد انتهاء الازمة ومعالجة تداعياتها وهو اخطر من الازمة نفسها ونستنتج حقيقة مهمة ان اخطر ما في كارثة تفشي فيروس كورونا الذي تفشى في دول العالم هو في النتائج المترتبة على تداعيات ما بعد كورونا وهنا تكمن اهمية مفهوم إدارة الازمة ومعالجة التداعيات على الدولة والمجتمع والامن والسلامة العامة وكيفية معالجة التداعيات بعد التغلب على الكارثه وتفرض على القائمين في الدول اعداد الدراسات واستخلاص النتائج ضمن خطة استراتجيه تقود لإعادة الحياة الى مجراها الطبيعي ومعالجة التداعيات الناتجة عن الكوارث .

التعليقات على خبر: إدارة الأزمات والكوارث في ظل كورونا

حمل التطبيق الأن